تحقيق: العماري رأس الفساد والمشروع الصيني بطنجة أكذوبة
متابعة:
طرح تعثر برنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة الذي أطلق عليه تنمية الإقليم وتحسين إطار عيش الساكنة والنهوض ببناها التحتية واقتصادها وتأهليها ترابيا، والذي أطلقت تحقيقات تعثره في ظل الاحتجاجات التي يعرفها الإقليم، أكبر سؤال حول تتبع المشاريع الملكية وشروط تنفيذها وكثير من الاختيارات التي تسطر تمهيدا لإطلاقها.
ووقف خبراء ومتتبعون لهذا المشروع عند عدد من الشكوك التي تحوم حول قدرة الشركة الصينية المكلفة على تنفيذ المشروع، وبتالي إمكانية ألا يرى هذا الخطط الضخم النور وفق التصور والأهداف المتوخاة منه.
هذا المشروع الذي دافع عنه إلياس العماري الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، بقوة سيثير الكثير من الجدل داخل الساحة السياسة.
نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية سيعلق على رقم 300 ألف منصب شغل الذي ظل يردده العماري في البدء، خلال لقاء سياسي بمدينة سلا بالقول إن العماري “يبيع الوهم”.
لكن من تكون فعلا مجموعة “هيتي” بغض النظر عن حجمها المتواضع؟ المجموعة تعتبر جزءا من فسيفساء الشركات القزمية التي لا تعتبر من الفاعلين الرئيسيين في الاقتصاد الصيني، غير أنه لدى الشركة خاصيتها التي تميزها هي تخصصها في بعض مهن المناولة الأساسية في مجال صناعة الطيران يجعل لها بعض الحظوة.
وإذا كانت المجموعة تقدم على أنها تكتل متعدد المهن، ففي الحقيقة غالبية مساهماتها ذات طبيعة وهمية (مضاربات) ومشتتة على العديد من شركات المناولة والخدمات والعقار والتجارة، وبينما تتحدث “هيتي” عن امتلاكها 40 فرعا، فإنه في الواقع تتخلص المجموعة من فرعها الرئيس شيشوان هيتي هاي تيك كو.
وبعد أن قدمت وكالة المغرب العربي للأنباء هذه الشركة على أنها رائدة في مجال البحث والتطوير وحاصلة على جائزة من معهد ماساشوستيس بالتحقق من ذلك لدى المعهد الأمريكي، ظهر أن هذه المعلومة غير صحيحة، إذ يتعلق الأمر في الحقيقة بجائزة استحقاق عادية تمنحها الوزارة الصينية للصناعة والتكنولوجيات والإعلام، المعروفة اختصارا بـماساشوسيتش.
وتبقى “هيتي” المالية أكبر ما يناقض الخطاب الرسمي حول قدرات هذا المستثمر الدولي: “هوامش الربح الصافي الضعيفة نسبيا وتواضع مردودية أصولها تكشف النقاب عن إشكال استراتيج في تسيير الشركة”، يعلق مكتب التحليل المالي، “كابيتال كيوب”، وهو أحد المصادر التي تعتمد عليها صحيفة “وول ستريت جورنال”، بصفة منتظمة “بالمقارنة مع منافسيها، المداخيل والأرباح السنوية للشركة تتقدم في التوجيه الاستراتيجي وعن أداء تجاري ضعيف”، يشير المكتب.
وإلى جانب هذه المعطيات التي لا تبعث على الاطمئنان، تنضاف آراء خبراء في المدن الذكية يعبرون عن شكوك في الوعود المتعلقة بإنجاز مدينة محمد السادس “طنجو تيك”.
“ولم أسمع يوما بـ”عيتي” في مجال المشاريع الكبرى للمدن الذكية، سواء في الصين أو خارجها”، يؤكد نيكولاس دواس، الباحث بالمركز الوطني للبحث العلمي والمحاضر في مجال التعمير بجامعة باريس ديدرو”، ليضيف أن “مثل هذه المشاريع تدخل في منطق رأسمالي يهدف إلى استدامة النمو الاقتصادي بفتح أسواق جديدة أمام المجموعات الخاصة الكبرى مثل “إي بي إم” و”فيوليا” و”داسو” و”جينيرال إليكتريس” و”سيمنس” و”فيليبس”، التي تشارك في تصميم تلك المشاريع.
0 التعليقات: